وادي الحيوان - فاضل عزاوي
وأنا أهبطُ وادي الحيوانِ رأيتُ ظِباءً عند نخيلٍ تمرحُ.
شاهدتُ عصافير َتُزقزقُ،
قطعانَ ذئابٍ تعبرُ بيداءً والإنسانُ بعيد.
وأتاه هتافٌ من داخلِ نفسِه: لا تحزنْ، إنك في ليلِ التاريخِ تسير.
ستدخلُ أياماً موقَدةً في أفراحٍ،
وترى أياماً مُغْلَقَةً في أتراح.
أتخافُ من الوحشِ الآمنِ في مكمنِه بين الأحراشِ وتنسى أنك أكثرُ قتلاً؟
قال الخارجُ من جلدِ الموتِ:
أنا لم أقتلْ أحداً.
قال: ستَقتُلُ أو تُقْتَلُ، هذا زمنُ القاتل والمقتول.
صرختُ: ولكني آتٍ لأوقدَ ناري في العالم، لا أن أُطفىءَ ناره!
ثم غدوتُ وحيداً في نفسي،
أكثرَ فقراً من مكفونٍ في تابوت.